من كتاب كلمة منفعة ... الخوف +++ البابا شنوده الثالث



من كتاب كلمة منفعة... الخوف +++ البابا شنوده الثالث

هناك خوف صبياني، كالخوف من الظلام، ومن الوحدة.

وهذا الخوف قد يستمر مع الإنسان في كبره ويخاف الإنسان من غير سبب. أنه ضعف في النفس.

نوع آخر من الخوف، سببه الخطية..

آدم بدأ يعرف الخوف بعد الخطية (تك3:10). وكل إنسان يخطئ قد يخاف أن تنكشف الخطية، ويخاف من سوء السمعة ويخاف العقوبة ومن النتائج السيئة التي يتوقعها لخطيئته..

هناك خوف آخر سببه عدم الثقة بالنفس:

الخوف من الفشل ومن الرسوب ومن المستقبل الغامض وخوف من مقابلة كبير ورئيس ومن مواجهة موقف معين.

هذا الخوف أيضًا ناتج عن عدم إيمان.

عدم إيمان برعاية الله وحفظه. أما القديسون فما كانوا يخافون وذلك لشعورهم بوجود الله معهم وحمايته لهم.

"إن سرت في وادي ظل الموت لا أخاف شرًا لأنك أنت معي" (مز22)، "الرب نورى وخلاصي ممن أخاف" (مز26).

هناك خوف آخر سببه عقد نفسية من الصغر:

كابن كان أبوه يقسو عليه فغرس فيه الخوف، بمعاقبته، بانتهاره له وتوبيخه، وإشعاره بالخطأ في كل تصرف، فأصبح لا يثق بأي عمل يعمله ويخاف..

يضاف إلى كل هذا، مخافة الله..

"بدء الحكمة مخافة الله". على أن الإنسان يتطور إلى أن يصل إلى محبة الله "والمحبة الكاملة تطرح الخوف إلى خارج" (1يو4: 18). على أن المقصود بخوف الله ليس الرعب، إنما المهابة والخشية، انه خوف مقدس..

قال السيد المسيح "لا تخافوا من الذين يقتلون الجسد. ولكن النفس لا يقدرون أن يقتلوها . بل خافوا بالحري من الذي يقدر أن يهلك النفس والجسد كليهما في جهنم" (مت10: 28).

ومخافة الله تقود الإنسان إلى حفظ الوصايا..

قال القديس اوغسطينوس "جلست على قمة هذا العالم، حينما أحسست في نفسي، أني لا أشتهي شيئًا ولا أخاف شيئًا"..

ليدية بائعة الأرجوان (لِيدِيَّةُ بَيَّاعَةُ أُرْجُوَانٍ)



من قاموس الكتاب المقدس ... دائرة المعارف الكتابية المسيحية
ليدية بائعة الأرجوان (لِيدِيَّةُ بَيَّاعَةُ أُرْجُوَانٍ)

وهي امرأة مسيحية من مدينة ثياتيرا في ليديا. كانت ثياتيرا مشهورة بصناعة الصباغة وكانت هذه الامرأة تقيم في مدينة فيلبي مؤقتًا وتحصل عيشها بالاتجار بالأرجوان والأقمشة المصبوغة. وكانت تعبد الله قبل أن وصل بولس إلى فيلبي. وقبلت بفرح تبشير بولس وكانت أولى المهتدين في مقدونيا وأوربا. وقد أضافت بولس ورفاقه (اع 16: 14 - 15).

كانت "ليدية" سيدة أعمال من ثياتيرا تقيم في فيلبي، وكانت أول من أمن بالرب يسوع، علي يد الرسول بولس في فيلبي (أع 16: 12و 15و 40). ومع أن اسم "ليديية" اسمًا شائعًا في الأدب اليوناني، إلا أنه قد يكون -هنا- وصفا لها باعتبارها سيدة من مملكة ليديا في آسيا الصغرى، وليس اسم عَلَم لأن "ثياتيرا" كانت إحدى مدن ليديا. وكانت "ليدية" "بياعة أرجوان"، فقد كانت بلدتها الأصلية "ثياتيرا" تشتهر بصناعة الملابس المصبوغة بالأرجوان، التي كانت غالية الثمن، ولا يرتديها إلا الملوك وعلية القوم. ولابد أن "ليدية" كانت في فيلبي تمثل إحدى الشركات في موطنها الأصلي ثياتيرا. ومعني ذلك أنها كانت سيدة ذات ثراء. ويظن البعض أنها كانت تواصل ممارسة عمل زوجها المتوفي.

وتوصف "ليدية" بأنها كانت "متعبدة لله" (أع 16: 14)، وهو وصف يدل علي أنها كانت من الدخلاء" في اليهودية. والأرجح أنها قبلت الإيمان اليهودي في موطنها في ثياتيرا حيث كانت توجد مستعمرة يهودية قوية. وفي فيلبي كانت تواظب بأمانة علي الاشتراك في الصلوات في أيام السبوت، عند نهر خارج المدينة "حيث جرت العادة أن تكون صلاة". ولما سمعت كرازة الرسول بولس، "فتح الرب قلبها" وآمنت بالرب يسوع المسيح. وهكذا أصبح بيتها مركز إقامة الرسولبن في أثناء خدمتهما في فيلبي، بل أصبح مقرًا للكنيسة الناشئة، إذ نقرأ أن الرسولين، بعد أن خرجا من السجن، "دخلا عند ليدية فأبصرا الإخوة وعزياهم ثم خرجا" (أع 16: 40).

ولا شك في أن كرم ليدية كان عاملًا فعالًا في مشاركة كنيسة فيلبي للرسول بولس في العطاء لسد حاجاته (في 4: 15و 16).

ولا يرد اسم "ليدية" في رسالة الرسول بولس إلي الكنيسة في فيلبي، ولعل سبب ذلك يكمن في أنها ربما كانت قد غادرت فيلبي، أو أنها قد رقدت في الرب. ويري البعض أنه حيث إن "ليدية" ليس اسم علم لها، بل نسبة إلي موطنها الأصلي في آسيا الصغرى، فلعلها كانت إحدى السيدتين المذكورتين في 4: 2. أما افتراض أنها هي التي خاطبها الرسول بالقول: "أسألك أنت يا شريكي المخلص" (في 4: 3) فهو زعم لا أساس له، وبخاصة لأن "شريكي المخلص" ترد في اليونانية في صيغة المذكر (كما هي في العربية)، وكذلك لا أساس للزعم الخيالي بأن الرسول بولس كان قد تزوجها!