قصص مسيحيه وحكايات للخدمه ( حب ودموع)


عرض: القديس مار أفرام السريانى
ترجمه:القمص تادرس يعقوب ملطى


امرأه خاطئه
دعى يسوع الى وليمه ليأكل خبزا,واذ سمعت امراه خاطئه أنه دعى فى وليمه فرحت.وجمعت افكارها مع بعضها البعض مثل البحر ,وكان حبها يعج فى داخلها كأمواج .تطلعت فرأت ان (يسوع )بحر النعمه قد جمع نفسه فى مكان واحد ,فعزمت أن تدخل اليه ,وتلقى بكل شرورها فى أمواجه.
فلقد ادركت انها ربطت نفسها بقيود الالم بعصيانها,لهذا بدأت تبكى نفسها
قائله:
"ماذا انتفعت من هذا الزنا الذى ارتكبته ؟ وماذا أفادنى فجورى ؟
فأنى قد وسمت الابرياء بالعار.
وقد اهلكت الايتام.
وبوقاحه سلبت أموال التجار
ومع هذا لم ارى جشعى .اننى كقوس فى حرب,كنت اصيب الصالح مع الطالح .اننى أشبه عاصفه فى البحر اغرقت سفن كثيرين.
الان لماذا لا أربح لى انسانا واحدا قادرا على اصلاح فجورى ؟لانه واحد هو الله( يصلح الفجار) وكثيرون هم الشياطين"
نطقت المرأه فى داخلها ثم بدأت تعمل.أغتسلت ومسحت الاصباخ التى أعمت عينها,وعندئذ تدفقت الدموع من عينها.
سحبت سوار صباها الجذاب من معصمها والقت به من يديها .
نزعت ثوب زناها الكتانى عن جسدها وطرحته,وعزمت أن تكتسى بالثوب الذى هو "ثوب الصلاح"
خلعت حذاء الفجور المزين من قدميها وألقته.ووجهت خطواتها فى طريق البرج السماوى.
ثم اخذت فى كفها ذهبا ,وأمسكت بالذهب وتطلعت الى السماء,وبدأت تصرخ فى سرها الى ذلك الذى يصغى اليها باهتمام قائله:أيها الرب هذا ما ربحتوا من الشر ,وها انا اشترى به خلاصى .هذا ما جمعتوا على مر الايام,وها نا اربح به رب الايتام"
مع بائع الطيب نطقت المرأه سرا ثم خرجت لتنفذ عملا.أخذت الذهب فى كفها, وحملت الصندوق المرمرى فى يديها , وبسرعه ذهبت الى بائع الطيب رأها التاجر فتعجب ,وبدأ يسألها :
"اما يكفيك أيتها الزانيه أنك قد أفسدت كل مدينتنا؟ ماذا يكتشف مظهرك هذا الذى تخدعين به أحبائك ,أذ خلعت عنك فجورك وتظاهرت باللباس المحتشم؟ لقد كنت تأتين الى قبلا بمظهر يختلف تماما عما أنت عليه اليوم.اذ كنت تكتسين بثوب فاخر وتحضرين معك ذهبا قليلا,وتطلبين طيبا ثمينا حتى تجعلى به فجورك مبتهجا.
أما اليوم فأننى أرى ثوبك معتدلا واتيت بذهب كثير.
لست ادرى كيف أعلل هذا التغير الذى حدث...فاما أن تلبسى ثوبا يتناسب مع قدرتك ,أوتشترى طيبا يتناسب مع ثوبك المعتدل لان الطيب الطيب الذى تطلبينه لايتناسب مع قيمه ثوبك.
ألعلع يوجد تاجر يقابلك,تغتنى به الكثير ,وأنت تعلمين عنه انه لايحب مظهر الفجور ,لهذا نزعت عنك مظهر فجورك حتى تأسرين بطرق متعدده غنى كثيرا؟لكن لو كان هذا الرجل يحب مظهر الاحتشام بسبب طهرته حقا,فالويل له !فى اى شىء ها هو يسقط؟ اذا سيبتلع فى دوامه تجرف بضائعه.
اننى كأنسان يريد لك الخير ؟أقدم لك نصيحه ,وهو أن تتطردى عنك كل محبوبيك الذين لم يساعدونك منذ صباك ,واطلبى لك عريسا واحدا يصلح فجورك"
بحكمه تكلم تاجر الطيب مع المرأه الزانيه بهذا الاقوال .واذا أنتهى الرجل من حديثوا أجابته الزانيه وقالت : لاتعوقنى يأنسان ,ولا توقفنى بتساؤلك .فاننى لم أسألك الطيب مجانا ,انما سأدفع لك قيمته برضى.خد ذهبا ما شئت واعطنى الطيب الثمين .خد مالايدوم واعطنى ما يدوم, فاننى سأذهب به الى ذالك الذى يدوم ,واشترى له مايدوم.وكما قلت لى فانه تاجر غنى جدا سيقابلنى,انه يسلبنى وانا ايضا اخذ من غناه وهو يسلبنى خطاياى ومعاصى.
وكما تكلمت عن الزواج وفانى قد ربحت لى عريسا فى السماء ,ذلك الذى سلطانه يدوم الى الابد,وملكوته لايزول"
ثم اخذت الطيب وانصرفت.
حديث مع الشيطان
انصرفت المراه بسرعه ,واذا رأها الشيطان ثار غضبا , وحزن فى داخله حزنا عظيما .ولكنه فى الحقيقه كان فالرحا من جهه وحزينا من جهه اخرى . كان فرحا لانها تحمل معها الطيب,لكنه كان خائفه بسبب اكتسأها بثوب محتشم .لقد التصق بها وتابع خطواتها كلص يتبع تاجرا. فأنصت دمدمه شفتيها وأصغى الى كلماتها. لاحظ عينيها بتدقيق الى اين كانت توجه نظراتها. واذ انصرفت تحرك مع حركات قدميها ليعرف الى اين هى متوجهه.
وهكذا لما رأى عجزه عن أن يغير فكرها, ظهر لها فى شكل رجل ومعه مجموعه من الشبان الصغار يشبهون احبائها القدامى ,وعندئذ بدأ يوجه اليها الحديث قائلا:
"أستحلفك بحياتك ايها المرأه ان تقولى لى الى اين تتوجهين؟ لانك على غير عادتك تسرعين" اخبرينى ماذا عن وداعتك هذه ,لان نفسك منكسره كنفس الامه