من كتاب حياة التواضع والوداعة ... احترام الأبوة الروحية +++ البابا شنودة الثالث
احترام الأبوة الروحية
أما الأبوة الروحية فتشمل احترام رجال الكهنوت والمرشدين الروحيين.
نحترم الكهنة في الكنيسة والآباء الأساقفة والمطارنة لأنهم آباء في الكنيسة، ولأجل كهنوتهم. ولأنهم وكلاء لله (تي1: 7) ووكلاء سرائر الله (1كو1: 4) ولأجل مركزهم، كما ورد في سفر ملاخي أن الكاهن رسول رب الجنود، ومن فمه يطلبون الشريعة، ونحترمهم أيضًا لأجل سنهم، وخدمتهم للأسرار الإلهية، وائتمان الرب لهم على خدمة التعليم (1تي5: 17). وكما يقول الكتاب "أطيعوا مرشديكم واخضعوا، لأنهم يسهرون لأجل نفوسكم كأنهم سوف يعطون حسابًا.." (عب13: 17).
إن احترام رجال الكهنوت يدخل ضمن احترام الرب نفسه، لأنهم رجال الله، وهم سفراؤه ووكلاؤه. وعنهم قال" من يكرمكم يكرمني".
أما عدم احترام الكهنوت والتطاول على كل رتبة، فيدل على كبرياء في القلب، وعلى أن من ينتقد هؤلاء، إنما "يرتئي فوق ما ينبغي أن يرتئي" (رو12: 3). فقد يحدث أن فتى صغيرًا، أو خادمًا مبتدئًا، قد قرأ كتابًا أو كتابين، وربما لم يستطع أن يضمن مفهومها كما ينبغي، يبدأ في انتقاد بعض الآباء الكهنة، أو الآباء الأساقفة، كأنه يفهم ما لا يفهمون. ويقول هذا خطأ وهذا لا يجوز!! وليس في فكره فقط يسري هذا المفهوم، بل يشهر بهم علنًا أمام الناس!!
يظهر احترام الكهنوت أيضًا بعضهم لبعض.
كل رتبة تحترم الرتب التي تعلوها، أو التي هي أكبر منها سنًا، أو أقدم منها في السيامة. وسنضرب مثلًا لاحترام أحد الآباء الأساقفة للبابا البطريرك.
حدث في أيام محمد على الكبير حاكم مصر، أنه كان على ابنته (زهرة) شيطان يصرعها ويتعبها. و نصحه البعض أن يحولها على البابا البطريرك (وكان وقتذاك الأنبا بطرس الجاولي) لكي يصلي عليها ويشفيها. فلما أوصلوها إليه، قال في اتضاع ليست لي هذه الموهبة، وطلب من الأنبا صرابامون أبو طرحة أسقف المنوفية أن يصلي لها إذ له هذه الموهبة. وحاول القديس الأنبا صرابامون أن يعتفي من هذا الأمر فلم يستطع. فقال لقداسة البطريرك "أعطني صليبك يا سيدنا لكي أرشمها به وأنا أصلي، لكي تشفى" .. فعل ذلك حتى ينسب شفائها إلى صليب البابا، وليس إلى صلاته هو.. ما أعجب ذلك الاتضاع!
واحترام الكهنوت يعني أيضًا احترام المجامع المقدسة، وما أصدرته من قرارات.
تلك المجامع المسكونية والإقليمية والمكانية التي كان يجتمع فيها مجموعة من الآباء الأساقفة، ويصدرون قوانين تلتزم بها الكنيسة الجامعة. وبتلك القوانين أمكن تنظيم الكنيسة من الداخل. بل أمكن أيضًا وضع قواعد الإيمان السليم، وإرساء التقاليد الثابتة التي سارت عليها الكنيسة من جيل إلى جيل..
أما عدم احترام الكهنوت والتطاول على كل رتبة، فيدل على كبرياء في القلب، وعلى أن من ينتقد هؤلاء، إنما "يرتئي فوق ما ينبغي أن يرتئي" (رو12: 3). فقد يحدث أن فتى صغيرًا، أو خادمًا مبتدئًا، قد قرأ كتابًا أو كتابين، وربما لم يستطع أن يضمن مفهومها كما ينبغي، يبدأ في انتقاد بعض الآباء الكهنة، أو الآباء الأساقفة، كأنه يفهم ما لا يفهمون. ويقول هذا خطأ وهذا لا يجوز!! وليس في فكره فقط يسري هذا المفهوم، بل يشهر بهم علنًا أمام الناس!!
يظهر احترام الكهنوت أيضًا بعضهم لبعض.
كل رتبة تحترم الرتب التي تعلوها، أو التي هي أكبر منها سنًا، أو أقدم منها في السيامة. وسنضرب مثلًا لاحترام أحد الآباء الأساقفة للبابا البطريرك.
حدث في أيام محمد على الكبير حاكم مصر، أنه كان على ابنته (زهرة) شيطان يصرعها ويتعبها. و نصحه البعض أن يحولها على البابا البطريرك (وكان وقتذاك الأنبا بطرس الجاولي) لكي يصلي عليها ويشفيها. فلما أوصلوها إليه، قال في اتضاع ليست لي هذه الموهبة، وطلب من الأنبا صرابامون أبو طرحة أسقف المنوفية أن يصلي لها إذ له هذه الموهبة. وحاول القديس الأنبا صرابامون أن يعتفي من هذا الأمر فلم يستطع. فقال لقداسة البطريرك "أعطني صليبك يا سيدنا لكي أرشمها به وأنا أصلي، لكي تشفى" .. فعل ذلك حتى ينسب شفائها إلى صليب البابا، وليس إلى صلاته هو.. ما أعجب ذلك الاتضاع!
واحترام الكهنوت يعني أيضًا احترام المجامع المقدسة، وما أصدرته من قرارات.
تلك المجامع المسكونية والإقليمية والمكانية التي كان يجتمع فيها مجموعة من الآباء الأساقفة، ويصدرون قوانين تلتزم بها الكنيسة الجامعة. وبتلك القوانين أمكن تنظيم الكنيسة من الداخل. بل أمكن أيضًا وضع قواعد الإيمان السليم، وإرساء التقاليد الثابتة التي سارت عليها الكنيسة من جيل إلى جيل..