من كتاب تأملات في سفر نشيد الأنشاد 1+++ الأنبا يوأنس اسقف الغربية المتنيح
"كان لسليمان كرم في بعل هامون. دفع الكرم إلى نواطير (حرّاس) كل واحد يؤدى عن ثمره ألفًا من الفضة. كرمي الذي لي هو أمامي. الألف لك يا سليمان ومئتان لنواطير الثمر. أيتها الجالسة في الجنات الأصحاب يسمعون صوتك فأسمعيني. اهرب يا حبيبي وكن كالظبي وكغفر (صغير) الأيائل على جبال الأطياب" (نش ٨: ١١ ١٤)
+ الكرم للمسيح (سليمان الحقيقي) وهو يعمل فيه خلال الكرامين والكرم ليس للكنيسة بل لسليمان.
+ بعل تعنى سيد وهامون تعنى الجموع إن كرم المسيح ملك السلام إنما هو جموع البشرية كلها إنه يصير ملكًا للجموع ليدخل بهم إلى سمواته.
+ سلم الكرم إلى كرامين ونواطير (حراس) وهو لا يكف عن العناية به لأنه كرمه "كرمي الذي لي".
+ الألف لسليمان الثمر كله لله ومئتان (مئة لرجال العهد القديم ومئة لرجال العهد الجديد) فالثمر الكثير يتمتع به كل خدام العهدين.
+ الخدام الذين يعملون لحساب المسيح الذي له الألف يصيرون كمن هم وسط جنات فيتحول الباب الضيق والطريق الكرب إلى نير هين وحمل خفيف ويعيشون وهم على الأرض كأنهم في فراديس.
+ "أيتها الجالسة في جنات، الأصحاب يسمعون صوتك فاسمعيني". كأنه يقول لها إن صوت حبك لم يعد مكتومًا بل يسمعه الذين على الأرض "إلى أقطار المسكونة بلغت وقوالهم" والآن تعالى لكي أسمع أنا صوتك المفرح. وكأنه يقول لها "رثى الملكوت المعد لك منذ إنشاء العالم".
+ العروس تجيبه في فرح قائلة "اهرب (أسرع) يا حبيبي وكن كالظبي والأيائل الصغيرة على جبال الأطياب".. إن كنت تريد سماع صوتي فأنا محتاجة إلى اللقاء بك.
على جبال الأطياب تشير إلى الرفعة كالتجلي. والأطياب تشير إلى ما كُفّن به المسيح. إنه يلتقى بها خلال موتها ودفنها معه إذ تموت معه كل يوم لكي تحيا إلى الأبد..
إن هذا الختام يشبه ختام سفر الرؤيا "آمين تعال أيها الرب يسوع".